عند بداية جائحة كوفيد-19، كان هناك القليل من المعطيات حول الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بمرض خطير أو الوفاة بسبب فيروس كورونا، مما أثار مخاوف الأشخاص المصابين بالرَّبو بشكل خاص.
ونظراً للمعدل السريع لانتشار المرض الجديد، لم تتوافر بين أيدي الباحثين والمهنيين الطبيين سوى القليل جداً من البيانات والمعرفة لتحديد المجموعات الأكثر عُرضة للإصابة بالعدوى.
واستناداً للمعرفة والبيانات السابقة المأخوذة من تقارير "أمراض الرئة المزمنة"، خلُص المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية (CDC) إلى أن الأشخاص المصابين بالرَّبو قد يكونون أكثر عُرضة لخطر الإصابة بفيروس كوفيد-19، الأمر الذي تم تصحيحه ودرء مخاوفه لاحقاً بفضل الدراسات والأبحاث الجديدة.
نتائج الدراسات
وفقاً لدراسة أُجريت في قسم أمراض الجهاز التنفسي في معهد جورج، فإن الرَّبو لا يزيد بالضرورة من فرص الإصابة بمرض شديد أو الوفاة في حال عدوى فيروس كورونا، وقد كانت هناك العديد من التخمينات بأن التهابات الجهاز التنفسي التي يسببها كوفيد-19 قد تؤدي إلى تفاقم أعراض الرَّبو، وأن العلاج بالكورتيكوستيرويد الذي يتناوله مرضى الرَّبو قد يزيد من قابلية الإصابة بعدوى كوفيد-19 وشدتها. تلتهب المسالك الهوائية عند الأشخاص الذين يعانون من الرَّبو وتنتج المخاط، مما يجعل التنفس صعباً، الأمر الذي يضعف بدوره الأنشطة الروتينية، وقد تم تحليل معطيات حوالي 300000 مريض مصاب بكوفيد-19 من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية.
النتائج؟
على الرغم من التوقعات، أظهرت الدراسة أن نسبة المصابين بالربو بين مرضى كوفيد-19 (7%) كانت أقل قليلاً من نسبة المصابين بالربو في المجتمع بشكل عام (8%) ، والأكثر إثارة للدهشة، هو أن مرضى الربو كانوا أقل عرضة للإصابة بـ كوفيد-19 بنسبة 14%!
ولم تظهر الدراسة أي اختلاف في خطر الوفاة بسبب كوفيد-19 لدى الأشخاص المصابين بالرَّبو مقارنة بغيرهم، كما وجدت منشورات بحثية أخرى، بما في ذلك مجلة الحساسية والمناعة الطبية، استنتاجات مماثلة، ووجدت نفس الدراسة أيضاً أن الأشخاص المصابين بالرَّبو لديهم خطر أقل للوفاة بسبب كوفيد-19، وكانت هناك دراسة أخرى أجرتها المجلة الأمريكية لطب الرعاية الحرجة، حيث قارنت معدلات مرض الرَّبو لدى الأشخاص المصابين بكوفيد-19 حسب المنطقة وشدة المرض والوفاة، حيث أشارت الدراسة أنه لم يكن هناك دليل واضح على زيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا بسبب مرض الرَّبو، بل وكانت هناك دراسة أخرى تشير إلى أن علاجات الرَّبو المعتمدة يمكن أن تشكل ميزة إضافية للأشخاص المصابين بالرَّبو الذين يتناولون هذه الأدوية قبل الإصابة بالعدوى.
أظهرت معظم الدراسات أن الأشخاص المصابين بالربو ليسوا أكثر عُرضة للإصابة بـ COVID-19 مقارنة بالأشخاص الأصحاء، والأكثر إثارة للاهتمام، أن هذه الدراسات لم تجد زيادة في خطر الإصابة بأعراض شديدة من كوفيد-19 لدى مرضى الربو، بل هناك أدلة تشير إلى أن أدوية الربو قد تلعب دوراً وقائياً!
نصيحة الأطباء
وفقاً لأفضل أطباء الرئة في دبي، لا يعني ذلك أن يتوقف الناس عن اتخاذ الاحتياطات المعتادة، بل يجب على الكل تطبيقها، سواء كانوا مصابين بالربو أم لا، ويجب على الجميع ارتداء أقنعتهم وغسل أيديهم بانتظام والحفاظ على مسافة تباعد اجتماعي وتلقي اللقاح، وبحسب توصيات أفضل مستشفى في دبي، يجب على مرضى الربو تناول أدويتهم في الوقت المحدد، مما يساعد على السيطرة على المرض في حال الإصابة بكوفيد ـ 19، كما أن الستيرويدات الموجودة في الأدوية قد تقلل من تكاثر الفيروس، مما يقلل خطر الإصابة بالمرض، وبالتالي تقل احتمالية حدوث مضاعفات عند الإصابة بكوفيد-19.
من الجدير بالذكر أنه على الرغم من عدم ظهور زيادة في خطر الإصابة بالعدوى لدى مرضى الربو مقارنة بالأشخاص الأصحاء، إلا أن هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من الأبحاث لفهم أعمق لتأثيرات الفيروس على مرضى الربو.