تمكنت دولة الهند من تجنب موجة "الانتشار الفائق" المحتملة عن طريق إلغاء اختبارات CBSE للثانوية العامة، ومن المتوقع أن يحذو حذوها مجلس إدارة ISE والمجالس الأخرى، حيث تعد هذه خطوة عمليَّة للغاية إذا أردنا احتواء الوباء ومنع الموجة الثالثة لكوفيد-19.ومن الخطوات الرئيسية التي يتعين علينا اتخاذها لمنع حدوث موجة أخرى هي اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تخفيف إجراءات الإغلاق والقيود على أساس أعداد التطعيمات المأخوذة، وتسريع برنامج التطعيم، وزيادة المراقبة لتحديد التهديدات المحتملة من المتحورات الجديدة المثيرة للقلق، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير تَدخُل صارمة (غير دوائية)، بحسب نسبة السكان الذين تم تطعيمهم. قد لا يحظى هذا الرأي بشعبية كبيرة، لكن لا يزال بإمكان الهند منع الموجة الثالثة باتباع الخطوات الأربع التالية:
أولاً
يجب تحديد وقت ومكان رفع أو تخفيف عمليات الإغلاق، وكذلك القيود المفروضة على الحركة والأنشطة، وبالرغم من أن بعض الولايات قد بدأت العملية بالفعل وبعضها الآخر قد أعلن مواعيداً للقيام بذلك، إلا أن أياً منها لا يعتمد على نسبة حصول السكان على التطعيم، وهو المعيار الوحيد المهم مقارنة مع نسبة المرضى المصابين بكوفيد-19، وتنظر بعض الولايات والأقاليم الاتحادية للأسف إلى الخيار الأخير فقط دون النظر إلى الأول، كما تحتاج الولايات إلى وضع معايير لعمليات الإغلاق مع الأخذ في الاعتبار الناحية الاقتصادية، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً، خاصة بعد الضرر الاقتصادي الناجم عن الإغلاق الذي استمر 68 يوماً في العام الماضي.
ثانياً
المضي قدماً في برنامج التطعيم مع أخذ الخطوة الأولى بعين الاعتبار، والذي يشمل، وفقاً لأفضل مستشفى في دبي، الموافقة على المزيد من التطعيمات في أسرع وقت ممكن وتنظيم الإمدادات بكفاءة وتعزيز القدرة على التوصيل، وينبغي أن يغطي ما لا يقل عن 40% من السكان المؤهلين، وبمجرد موافقة الحكومة على تطعيم السكان الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً، سيكون الهدف الجديد هو 40% من إجمالي السكان، وهناك العديد من الدول التي قامت بذلك بالفعل: إسرائيل غطت 62% من إجمالي سكانها، والولايات المتحدة 51%، وكندا والمملكة المتحدة 58%، وقد غطت البرازيل 22%، في حين غطت الهند حوالي 13%. على الرغم من أن المقارنة ستكون غير عادلة نظراً للاختلاف في حجم السكان.
ثالثاً
اتخاذ تدابير تَدخُّل صارمة (غير دوائية)، بحسب نسبة السكان الذين تم تطعيمهم، مما سيساعد الولايات في تحديد الأنشطة والمجالات التي يمكن إعادة تفعيلها، ويتمثل النهج العملي في السماح بنسبة 40% من معظم الأنشطة، بما في ذلك التعليم عن قرب مع ارتداء الكمامات الإلزامية والتباعد الاجتماعي، لكن لا يجب أن يشمل المناسبات الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية الكبيرة (بما في ذلك حفلات الزفاف)، كما يجب على الدول أن تقرر مسبقاً الأنشطة التي يجب إغلاقها في حالة حدوث ارتفاع كبير في معدلات الإصابة.
رابعاً
تعزيز وتوسيع نطاق مراقبة الفيروس، والذي يشمل تسلسل الجينومات الفيروسية لتحديد المخاطر المحتملة من المتحورات الجديدة المثيرة للقلق، والتصرف بناءً على ذلك، على سبيل المثال، شهدت المملكة المتحدة، التي احتفلت في نهاية مايو 2021 بعدم وجود وفيات بسبب كوفيد-19 لأول مرة منذ مارس الماضي، حوالي 3300 حالة يومياً، وكان 75% تقريباً من هذه الحالات بسبب B.1.617.2 أو متحور دلتا، وهو متحور Sars-CoV-2 الذي تم اكتشافه لأول مرة في الهند.