يتطور فيروس كورونا بمعدل سريع، ووفقاً لأحدث البيانات، يظهر المرضى المصابين بكوفيد-19 المتأثرين بمتحور دلتا أعراضاً مختلفة عن أعراض كوفيد-19 التي ظهرت في وقت سابق من الوباء. تم اكتشاف المتحور لأول مرة في الهند في أواخر عام 2020، ووردت أنباء عن مساهمته في ارتفاع عدد الحالات خلال الموجة الثانية، وبحلول منتصف يونيو، انتشر هذا المتحور في 74 دولة حول العالم، وساهم في 10% من الحالات في الولايات المتحدة، لذلك من الضروري تطوير لقاح لمتحور كوفيد دلتا في أقرب وقت ممكن.
العوامل الرئيسية
يتميز علم الأحياء البشري بطبيعته المتغيرة، حيث تتباين أجهزتنا المناعية مع اختلافاتنا، لذلك هناك احتمال أن يسبب نفس الفيروس أعراضاً مختلفة بطرق مختلفة.
العلامات هي شيء يمكن رؤيته، مثل الطفح الجلدي، لكن الأعراض هي شيء يمكن الشعور به، مثل التهاب الحلق.
يعتمد أي مرض يسببه الفيروس على:
-
العوامل الفيروسية: وتشمل السرعة أو التكاثر وطرق النقل وما إلى ذلك، ويمكن أن تتغير هذه مع تطور الفيروس.
-
العوامل المضيفة: وهذا خاص بكل فرد بحسب العمر والجنس والأدوية والنظام الغذائي وممارسة الرياضة والصحة إلخ.
ومن هنا، عندما نتحدث عن العلامات والأعراض، علينا أن نأخذ في الاعتبار ما هو مشترك بين الجميع.
العلامات والأعراض الشائعة
ما هي الأعراض الشائعة للأشخاص المصابين بمتحور دلتا؟ وفقاً للبيانات التي تم جمعها عن طريق تطبيق نظام الإبلاغ الذاتي في المملكة المتحدة، يبدو أن الأعراض الشائعة قد تغيرت بشكل كبير، وعلى الرغم من أن الدراسة لم تأخذ في الاعتبار نوع المتغير الذي يعاني منه المشاركون/المرضى، إلا أن كون متحور دلتا هو الأكثر انتشاراً في المملكة المتحدة في الوقت الحاضر، فمن المفترض أن الأعراض تعكس هذا المتحور.
وتشمل الأعراض الشائعة لكل من المُتحوَّرات القديمة والجديدة الحمى والسُّعال والصُّداع والتهاب الحلق، وتم اكتشاف سيلان في الأنف لدى المرضى الجدد، في حين أن فقدان حاسة الشم كان من أكثر الأعراض شيوعاً في وقت سابق، أصبحت الآن "تحتل المرتبة التاسعة".
لا يمكن اعتماد هذه البيانات، نظراً لوجود أسباب وجيهة لتطور الأعراض بالطريقة التي شهدناها، إضافة إلى أن البيانات قد جاءت من مرضى كانوا موجودين مسبقاً في المستشفى، مما يعني أنهم قد يعانون من أعراض أقوى من الشخص العادي المصاب، كما أن التركيز العالي على تطعيم كبار السن أدى الى إصابة نسبة أكبر من الشباب بكوفيد-19، الذين قد تظهر عليهم أعراض أخف، مما يؤثر ويؤخر الأبحاث المتعلقة بلقاح متحور دلتا.
إن سبب اختلاف الأعراض بسبب المتحور لا يزال لغزاً، وعلى الرغم من أننا ما زلنا نحاول فهم متحور دلتا، إلا أن هذه الأعراض لا تزال مهمة للتمييز بين نزلة البرد الشتوية الخفيفة، والتي تشمل سيلان الأنف والتهاب الحلق، والتي يمكن أن تكون حالة من حالات فيروس كورونا.
أثبتت الأحداث الأخيرة قوة العلوم العامة ومدى أهميتها في تحديد آثار الأمراض، لكننا ما نزال في أوائل مراحل البحث لاستنتاج أي شيء، إذ لم يتم تحليل الحالات بشكل كامل بعد، وبحسب أفضل مستشفى في دبي، فإن "العوامل المضيفة" لم يتم أخذها في الحسبان، كما هو الحال مع جميع البيانات التي تم تقديمها ذاتياً، بالإضافة إلى احتمال وجود بعض العيوب في النتائج.